مقدمة
" اتبع البوم يدلك على الخراب"
" لو كان في البومة خير ما تركها الصياد"
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة"
إنّ عالم الطُّيور هو من أكثر العوالم التي حبانا الله إياها جمالًا ورقّةً، فهي تضم الكثير من الخبايا والحقائق المدهشة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فمن الأمور التي استطاع البشر الوصول إليها في عالم الطّيور أن الله تعالى قد خلق أكثر من ألف نوعٍ مختلفٍ من أجمل أنواع الطيور، وقد تنوعت العطايا من الخالق لتلك الكائنات اللطيفة فقد حبا بعضها حنجرةً ذهبيّةً تفوق في جمالها الكثير من موسيقى الآلات والفنانين والفنانات كطير البومة.
ومنذ مدة غير بعيدة علم البشر أن الطُّيور تعيش ضمن جماعات وأسراب كعائلة واحدة يسودها الحب والتّعاون، فهي تحمل الرّحمة في قلوبها بين خافقيها كما البشر تمامًا، كما أنّها قادرةٌ على التّعايش ضمن وسطٍ بيئيّ أراده الله لها، فمنها من يملك ذاك الرِّداء السّميك كطائر البطريق ليكون قادرًا على قهر البرد والتّغلب عليه، ومنها من يملك عنقًا طويلًا بحيث يستطيع الغوص برأسه بين ثنايا الأرض بحثًا عن رزقٍ كتبه الله له كطائر البومة، ومنها من اكتفى بالسّير على قدميه وابتعد عن الطّيران كما الدّجاج الذي أراده الله أن يكون متعايشًا مع الإنسان واهبًا إياه لحمه الشّهي وبيضه المغذي.
ومن هنا يتسّم عالم الطّيور بعالمٌ مليء بالأسرار والأمور الغامضة التي ما استطاعت أنامل البشر الوصول إليها ولا حتّى اكتشاف بعضها، فسبحان من خلق هذا الكون فأحسن خلقه، وسبحان من تشير إلى ملكوته وقدرته تلك الصّفات البديعة في هذا الكون، فما يليق بالإنسان عندئذ إلّا التذسليم لرب الكون والتّسبيح له.